صفحة البيت    صفحة التقارير   صفحة الأعداد السابقة

عقوبات أمريكية و أوروبية على روسيا البيضاء

 

قررت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يوم الجمعة فرض عقوبات جديدة على روسيا البيضاء بسبب الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي اسفرت عن إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.

وقالت اورسولا بلاسنيك وزيرة خارجية النمسا ان عقوبات الاتحاد الاوروبي سوف تستهدف لوكاشينكو واخرين.

وفي الوقت ذاته قال متحدث باسم البيت الابيض ان الولايات المتحدة سوف تفرض عقوبات من بينها فرض قيود على السفر والحسابات المالية لبعض المسؤولين في روسيا البيضاء.

واوضح زعماء الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل ان الانتخابات لم تف بالمعايير المقبولة وليست عادلة ولا نزيهة.

وطالبوا بالافراج عن المتظاهرين الذين اعتقلوا لاعتراضهم على نتيجة الانتخابات.

وقالت النمسا ولوكسمبورج ان عمل الشرطة في روسيا البيضاء كان امرا سلبيا.

وفي الوقت ذاته اتهمت روسيا منظمة الامن والتعاون الاوروبي باشعال نيران التوتر في روسيا البيضاء.

واوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انه "قبل وقت طويل من الانتخابات في روسيا البيضاء أعلنت المنظمة ان الانتخابات لن تكون مشروعة وعلقت بشكل منحاز على مسارها ونتائجها مما مثل دورا تحريضيا".

انهاء الاحتجاجات

وقد فضت شرطة مكافحة الشغب في عاصمة روسيا البيضاء، مينسك، احتجاجا استمر خمسة أيام على إعادة انتخاب لوكاشينكو.

وقد تدفق نحو 100 من قوات مكافحة الشغب إلى الميدان الرئيسي وقاموا بنقل المتظاهرين إلى سيارات كانت متوقفة لاصطحابهم بعيدا عن الميدان.

وكانت مجموعات صغيرة من المتظاهرين قد تجمعت في الميدان منذ فاز لوكاشينكو بالانتخابات لفترة رئاسية ثالثة الأحد الماضي.

وأدانت المعارضة نتيجة الانتخابات وقالت إنها جاءت نتيجة التزوير.

وتقول إيما سيمسون مراسلة بي بي سي إن نحو 150 من المتظاهرين كانوا في الميدان حينما تم إبعادهم في أقل من 20 دقيقة.

وقال صحفي بوكالة أسوشييتدبرس للأنباء من الميدان إن الشرطة اضطرت لإبعاد بعض المتظاهرين بالقوة.

وتقول المراسلة إن تلك الاحتجاجات، رغم ضآلة حجمها، إلا أنها تعد غير مسبوقة في روسيا البيضاء.

وتضيف أن الرئيس لوكاشينكو لم يبد خلال 12 عاما من حكمه تسامحا تجاه المعارضة.

المعارضة على موقفها

وقال مرشح للرئاسة من المعارضة عند وصوله الى الميدان انه قد سمح لجميع السيدات بالمغادرة.

وبعد رحيل المتظاهرين قام عمال بلدية المدينة بازالة المخلفات وتنظيف الميدان.

وقد أدان المرشح الرئيسي للمعارضة في الانتخابات تصرفات الشرطة.

ونقلت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء عن ألكسندر ميلينكيفيتش قوله "إن السلطات تقضي على الحرية والحق والعدل. لم تدم الديمقراطية لأكثر من ثلاثة أيام وهو ما يظهر جوهر النظام الذي ترسخ في روسيا البيضاء".

وأضاف ميلينكيفيتش إنه من غير المرجح أن يكف المتظاهرون عند هذا الحد وقال إنه يتم التخطيط لمظاهرة حاشدة في 25 مارس/آذار.

ويتزامن هذا الموعد مع ذكرى إعلان أول دولة مستقلة في روسيا البيضاء، والتي لم تدم طويلا عام 1980، وهو يوم عادة ما تنظم فيه المعارضة مسيرات خاصة.

وقال ميلينكيفيتش محذرا "في هذا اليوم سنكشف عن الخطط طويلة الأجل للمعارضة".

ومن ناحية اخرى اعربت الولايات المتحدة عن قلقها من قرار وقف الاحتجاجات.

وقالت جانيل هيرونيموس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان "نشعر بالقلق من تفريق المظاهرة واعتقال متظاهرين في روسيا البيضاء".

واضافت "كما قلنا من قبل فإننا ندين جميع اعمال حكومة روسيا البيضاء التي تهدف الى حرمان المواطنين من حقهم في اظهار وجهة نظرهم بطريقة سلمية.

فوز ساحق

وكانت نتيجة الانتخابات بفوز الرئيس لوكاشينكو قد أدت إلى ردود فعل متباينة.

فقد فاز لوكاشينكو بـ 82.6% من الأصوات، بما يمكنه من الحكم لفترة ولاية ثالثة.

غير أن المعارضة وبعض المراقبين الدوليين قالوا إن الانتخابات كانت غير نزيهة وشابتها عيوب.

وقالت وزيرة الخارجية النمساوية، أورسولا بلاسنيك، إن المعارضة تعرضت للـ"ترهيب والإعاقة".

غير أن بعثة مراقبة من كومنولث الدول المستقلة الذي تتزعمه روسيا وصفت الانتخابات بأنها كانت منفتحة وسادتها شفافية.

وقال لوكاشينكو إن الانتخابات كانت نزيهة وديمقراطية ووصف الشكاوى بأنها "سخيفة".

كما حذر قائلا إن البلاد لن تشهد "ثورة برتقالية" كالتي أحدثت تغييرا في النظام الحاكم في أوكرانيا المجاورة.


 

صفحة البيت    صفحة التقارير   صفحة الأعداد السابقة