العدد الاول

صفحة البيت

 

احمد مطر

المُوجزْ

 

ليسَ فى النّاسِ أمانْ .

ليسَ للنّاسِ أمانْ .

نِصفُهم يَعْملُ  شرطّياً لدى الحاكمِ

.. و  النصفُ مُدانْ  !

 

ما قبل البدَاية

كنتُ فى (الرَحْمِ) حزيناً

دونَ أن أعرفَ للأحزانِ أدنى سببِ !

لَمْ أكنْ أعرفُ جنسيَّةَ أُمّى

لَمْ أكنْ أعرفُ ما دينُ أبى

لَمْ أكنْ أعلمُ أنّى عَرَبى !

آهِ .. لو كنتُ على عِلْمٍ بأمرى  

كُنْتُ قَطَّعْتُ بنفسى (حَبْلَ سِرّى)

كُنتُ نَفَّسْتُ بنفسى و بأُمّى غَضَبى

خَوفَ أن تَمْخُضَ بى

خَوفَ أن تقذفَ بى فى الوطنِ المغتربِ

خَوفَ أن تحبلَ من بَعْدى بغيرى

ثُمَّ يغدو - دونَ ذنبٍ -

عربيّاً .. فى بلادِ العَرَبِ !

علامة الموت

يَومَ ميلادى

تَعَلَّقْتُ بأجراسِ البُكاءْ

فأفاقَتْ حُزَمُ الوردِ , على صوتى ,

وفَزَّتْ فى ظَلامِ البيتِ أسرابُ الضِياءْ

وتداعى الأصدقاءْ

يَتَقَصَّونَ الخَبْر .

ثُمَّ لَّما عَلِموا أنّى ذَكَرْ

أجهشوا .. بالضحك ,

قالوا لأبى ساعةَ تقديمِ التهانى :

يا لها من كبرياء

صوتُهُ جاوزَ أعنان السَماءْ .

عَظَّمَ اللهُ لكَ الأجر

على قَدْرِ البَلاءْ !

الختان

 

صفحة البيت              الأعلى

ألبسونى بُردَةً شَفّافَةً

يَومَ الخِتانْ .

ثُمَّ كانْ

بَدءُ تاريخ الهَوانْ !

شَفَّتِ البُرْدَةُ عن سِرّى ,

وفى بِضْعِ ثوانْ

ذَبَحوا سِرّى .

و سالَ الدَمُ فى حِجْرى

فقامَ الصوتُ من كُلِّ مكانْ :

ألفَ مبروكٍ

.. وعُقبى لِلِّسانْ !

 

 

صفحة البيت              الأعلى

توبَة

 

صاحبى كانَ يُصَلِّى

 - دونَ ترخيصٍ -

و يتلو بعضَ آياتِ الكتابْ .

كان طفلاً

و لذا لم يَتعرَّضْ للعقابْ .

فلقد عَزَّرَهُ القاضى

.. وَ تابْ !

 صفحة البيت              الأعلى

 

ثورة الطين

وضعوني في إناء ،

ثم قالو لي تأقلم ،

وأنا لست بماء ،

أنا من طين السماء ،

أنا من روح السماء ،

وإذا ضاق إنائي بنموي يتحطم ،

خيروني بين موت وبقاء ،

بين أن أرقص فوق الحبل، أو أرقص تحت الحبل ،

فاخترت البقاء : قلت أعدم ،

قلت أعدم ،

فاخنقو بالحبل صوت البـبـغاء ،

.وأمدوني بصمت أبدي يتكلم

 

كلب الوالي

كلب والينا المعظم عظني اليوم ومات ،

فدعاني حارس الأمن لأعدم ،

بعدما أثبت تقرير الوفاة

.أن كلب السيد الوالي تسمم

سفارة

يريدون مني بلوغ الحضارة ،

وكل الدروب إليها سدى ،

والخطى مستعارة ،

فما بيننا ألف باب وباب ،

عليها كلاب الكلاب ،

تشم الظنون، وتسمع صمت الإشارة ،

وتقطع وقت الفراغ بقطع الرقاب ،

فكيف سأمضي لقصدي وهم يطلقون الكلاب ،

على كل درب وهم يربطون الحجارة ؛

يريدون مني بلوغ الحضارة ،

وما زلت أجهل دربي لبيتي ،

وأعطي عظيم اعتباري لأدني عبارة ،

لأن لساني حصاني كما علموني ،

وأن حصاني شديد الإثارة ،

وأن الإثارة ليست شطارة ،

وأن الشطارة في ربط رأسي بصمتي ،

وربط حصاني على باب تلك السفارة ،

.وتلك السفارة ...

* * *

صفحة البيت              الأعلى

ثورة الطين

وضعوني في إناء ،

ثم قالو لي تأقلم ،

وأنا لست بماء ،

أنا من طين السماء ،

أنا من روح السماء ،

وإذا ضاق إنائي بنموي يتحطم ،

خيروني بين موت وبقاء ،

بين أن أرقص فوق الحبل، أو أرقص تحت الحبل ،

فاخترت البقاء : قلت أعدم ،

قلت أعدم ،

فاخنقو بالحبل صوت البـبـغاء ،

.وأمدوني بصمت أبدي يتكلم

 

كلب الوالي

كلب والينا المعظم عظني اليوم ومات ،

فدعاني حارس الأمن لأعدم ،

بعدما أثبت تقرير الوفاة

.أن كلب السيد الوالي تسمم

سفارة

يريدون مني بلوغ الحضارة ،

وكل الدروب إليها سدى ،

والخطى مستعارة ،

فما بيننا ألف باب وباب ،

عليها كلاب الكلاب ،

تشم الظنون، وتسمع صمت الإشارة ،

وتقطع وقت الفراغ بقطع الرقاب ،

فكيف سأمضي لقصدي وهم يطلقون الكلاب ،

على كل درب وهم يربطون الحجارة ؛

يريدون مني بلوغ الحضارة ،

وما زلت أجهل دربي لبيتي ،

وأعطي عظيم اعتباري لأدني عبارة ،

لأن لساني حصاني كما علموني ،

وأن حصاني شديد الإثارة ،

وأن الإثارة ليست شطارة ،

وأن الشطارة في ربط رأسي بصمتي ،

وربط حصاني على باب تلك السفارة ،

.وتلك السفارة ...

صفحة البيت              الأعلى

هذا الموقع برعاية شبكة مواقع gcicy

www.gcic.itgo.com

 

  مقامات العدد الأول

مقامة عطل العرب

 

لا تنكري عطل الحاسوب من الخرب...

فقد عطلت قبله العرب... و أصبحت لا تعرف إلا الطرب...

و غناء ماجن و جرب...

و جاء الخبير ليصلح العطل... فقال الجهاز يحتاج الزبل...

فتنبّهوا يا عرب... و معشر الفجّار و الكرب...

فجوركم للبيع تحت الطلب...

طلب يكون فيه أسعار... و جرب ينتشر إلى أمتار...

من سور الصين إلى عشتار... يدمّر و يلغي فعل الأبرار...

أبرار بروح قد قتِلت... و نفوس كانت قد فتِحَت...

فتِحَت باتجاه الطبخ... لا تعرف إلا النفخ...

نفخ فيه انفتاح... لإخراج الدم من الجراح...

الجراح التي طهرناها... و قلوب الناس فتحناها...

و العرب تصلّح حالهم... و سُعِدوا و ارتاح بالهم...

و صلحنا عطل العرب...

آسف، يجب أن استفيق من النومِ...

كي لا أتمادى في حلمي...

آه... اليهود على الأبواب.

 

جميع الحقوق محفوظة للصارخ.

صفحة البيت              الأعلى

المقامة العربية

 

سنحكم العالم... و لن ينتصر علينا اليهود... اسأل جارنا أبو مسعود.. يقول فلسطين ستعود...

ستجود علينا بالخيرات... لكن...

أبو مسعود مات... قتله اليهود... و لكنه قال...

سيستمر حكمنا عقود... عقود ماس مربوطة بالخيوط... خيوط انقطعت و الماس في سقوط...

فانكسر الماس... و تعجب الناس... و لبسوا النحاس...

و حلقوا شعر الراس... و أصابهم النعاس...

ذهبوا و ناموا.. يا ليتهم قاموا... و في المجد راموا...

لكن لا و ألف لا...

ذهبوا إلى الخلاء.. و تعلموا الزراعة... و أتقنوا الصناعة...

ذلك حلم النيام...  فنحن عن المجد صيام...

و أفضل شيء الذهاب إلى الحمام...

و لكن نحن للشعر متقنون.. و هذه المقامات التي تقرأون... و لكن العرب، تاريخ فلسطين لا يعرفون...

و لكن هيهات... جاء الزعيم... و عاد الكرم..

و بنينا لنا هرم... و انتصر العرب...

لا لا لا لا لا لا

لا تفيقيني يا أمي

لان اليهود على الأبواب...

جميع الحقوق محفوظة للصارخ

صفحة البيت              الأعلى

 

قال الصارخ

مقامة الطفل الوحيد (فلسطين الحبيبة)

 

كنت أسير ليلا، و الليل لا نور فيه

فرأيت طفلا يبكي أمطارا، فذهبت أواسيه

قال اخذ الصهيون أمه، بموافقة أبيه

قلت من أمك: قال فلسطين و الزعيم أبيه

أعطى أبوه للصهيوني أمّا، لها شرف لا يداريه

هل الخوف من الغربي أعطى أم المال يغريه

******

بقي الولد وحيدا في الأرض يطلب أمّه

الدمع يملأ خده و كذلك كمّه

يطلب مساعدة خاله و لا يساعده عمه

فقاتلوه و أسكتوه و عملوا على طمسه

******

فذهب الولد إلى جاره يطلب النجاة

و الجار قاتل للناس سالب للحياة

فهل من منقذ للطفل من العداة؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!

لا لا لا لا لا

احد.

جميع الحقوق محفوظة للصارخ

صفحة البيت              الأعلى

 

قال الصارخ

مقامة انهيار أبراج التياسة

انهارت أبراج التياسة... و سكن العرب الأبيات...

أبيات شعر قد قيلت... و قصائد قصيرة قد طيلت...

حتى اعتصم الأموات... و طالبوا بحق من ماتوا...

ماتوا من كثرة الحريّة... بالرصاصة، ربما بالشبريّة...

حرية لا تؤلم أحدا... تصيب ما تخطئ أبدا...

فلنقاتل الأموات... نقاتل الماضي الذي فات...

انتبهوا يا أيها العرب الحكماء... يا من غذاؤهم الغباء...

و ينتظرون في الصيف مطر السماء... و يعملون الرزايا و يصيبهم الحياء...

أصابني حياء من العرب... الساكنين في البيت الخَرِبِ...

كانوا رجالا أبطالا... لا يأكلون إلا حلالا...

لكن الحلال زال... و انقلبت الضفادع إلى أفيال...

لقد عللتم حروف الإعلال...

يا أيها التيوس الأبطال

جميع الحقوق محفوظة للصارخ

صفحة البيت              الأعلى

 

مقامة الحلم

حلمت و ما بالحلم من بأس

 

        هذا ليس رأيي فقط بل رأي كل إنسان يبحث عن الكرامة، ليس في لبنان بل في القدس لا المنامة، و أنا أقول انه حلم لان الحلم منعكس عن واقع، إما نحن نعيشه أو يعيشه غيرنا، فلماذا غيري مستقل و أنا لا... و لهذا أقول:

حلمت و ما بالحلم من بأس ... لان الحلم اصدق ما يمر على الرأس

... سواء كان جالبا للحظ، أم كان جالبا لليأس ...

 و لهذا لا اخجل من أن احلم ... لان من لا يحلم لا يرى الواقع، و لأنّ واقعنا أحلام ...

 و أصواتنا الأقلام ... فلماذا لا نكتب ما به نحلم ... لماذا كل ما في داخلنا نكتم ...

أنا حلمت بانّي فلسطيني ذو دولة ... و كذلك حلمت عبير و خولة ...

أليس من حقي أن أعيش بسلام ... و لا أبقى تحت رحمة الأحلام ... 

 فلا تحلم يا عزيزي الآن بالسلام ... بل خطط له في المنام ...

 ثم حقق هذا السلام الذي عنك بعيدا حتى و لو في خيالك ... لا تشغل بالحزن طويلا بالك ...

 و ابقى عائما في بحر السلام ... و عبر عمّا في داخلك من الأحلام ... و الآن كفانا الكلام ...

 فاستفق يا عزيزي و حيّ القوم الكرام، على ما لم يفعلوا...

و السلام.

 جميع الحقوق محفوظة للصارخ

صفحة البيت              الأعلى

 

قال الصارخ

مقامة الزواج

 

تزوجوا يا عرب و أنجبوا للخراب...

و استعملوا دواء الجرب و أقيموا يوما للإضراب...

و ادرسوا تاريخ العرب، فصل القمع و قطع الرقاب...

تعلموا من الحجّاج... و عاملوا بعضكم كالنعاج...

و علقوا رؤوسكم على أبراج...

و تعلموا ما هو الكرم... و تحدثوا من دون طرم...

و ارفعوا على السارية العلم... و ابروا بالمبراة القلم...

كي تكتبوا ما تحبون... رغم أنكم لا تعرفون... و في العلم شيئا لا تفقهون...

فمتى ستتعلمون؟؟؟!!!

لن تتعلموا... و لن تتكلموا...

و ستبقوا في صمت... و تدرّبوننا على الكبت...

فافاقتني من النوم أمي...

و إذا الرقابة على الأبواب.

جميع الحقوق محفوظة للصارخ

صفحة البيت              الأعلى

 

 

قال الصارخ

مقامة النقد

نقد للأدب و ما فيه... الناقد دوما يبغيه...

من اجل العلم لا الترفيه... ترفيه أتقنه العرب...

رقصوا قفزوا حتى تعبوا... و من بئر الجهل شربوا...

و بحجر النرد لعبوا... لعبوا بحجار رموها... و أقوال صرخوا قالوها...

و آمال؟ يا ليتهم طالوها... و سمعناهم في الأخبار... يرتّبون للانتحار... رغبة في كسب النار...

نار تُحْرِقُ من فيها... من رغبها و من لم يبغ مهاويها... من قاع الأرض و أقاصيها...

فجسمه فيها يُشوى.. و الخبر عنه يروى...

و لكن هيهات يا أعراب... اليهود هم الكلاب...

ثوروا انه الإضراب... لا يدمّر، بل انه خراب...

فلا يأتيكم العتاب... إلا من في اللوم رام... و قد أخذته الأحلام...

إذن... حررنا البلاد... و رفعنا العماد... و أخذنا القدس...

ما زال الوقت باكرا يا أمي...

سأعود إلى النوم بجانب العرب

جميع الحقوق محفوظة للصارخ

  

صفحة البيت              الأعلى

 

قال الصارخ

المقامة الفلسطينية

استقلت الدولة الفلسطينية... كتب فيها المتنبي سينية...

 و قال فيها البحتري صينية... صينية من الشرق عينية...

 و تكونت القوات الخاصة... و هي للجيوش الصهيونية راصّة...

و على رأس شارون عاصّة...

فأخذنا السلاح... و ركبنا الرياح... و استعددنا للارتياح... لنقاتل في الصباح...

جمعنا الجيوش... ركبنا الجحوش...

خطفنا الجنود... رفضنا الخمود...

و ذهبنا للتحرير... دون حاجة للتبرير... و شربنا العصير...

و وصلنا الحصون... أصابنا الجنون... أين اليهود؟ صنعوا الصاروخ...

و طاروا إلى القمر... و تركوا الشجر..

و عاشوا هناك... و اخذوا السواك...

فعدنا دون قتال... و ربطنا الأمريكان بسلاسل و أغلال...

فافاقتني... قمت و بدأت يومي...

و إذا اليهود على الأبواب ...

 

جميع الحقوق محفوظة للصارخ

 

صفحة البيت              الأعلى

 

قال الصارخ

مقامة سرقة الأموال

سرقوا الأموال و أخذوها... و في خزائنهم وضعوها...

و عن الأعين رفعوها... و الخزنة وزنها قد زاد...

زاد من كثرة الذهب... أخذوها من دون تعب...

أعيدوها يا أولاد الكلب... أعيدوا إلينا الأموال

اخذوا، سرقوا، ذبحوا، نهبوا... و على الشعب كله نصبوا...

و كبش فداء قد ضربوا... لم يسرق حتى الأموال...

مليارات أخذت... من مال الشعب سرقت...

و أتعاب الناس سحبت... و ضرائب كالعادة دفعت...

و لكن القانون انتصر... و صاحب الحق قد حضر...

و أعاد إلينا الأموال... و لكن... و لكن...

قم يا ولدي تأخرت... حلما جميلا حلمت...

فقمت...

و إذا اليهود على الأبواب.

 

جميع الحقوق محفوظة للصارخ

صفحة البيت              الأعلى

 

قال الصارخ:

المقامة الشرفية

لا تنكري في الناس عدم الشرف... فقد شاع فيهم من كثرة القرف...

و اتجهوا إليه بكل شغف... و شعر مربوط على الكتف انتعف...

كما انتعفت روابط الأعراب... و أخذها منهم رجال أغراب...

و أعطوا لنا كل البواقي... ماء رديء في السواقي...

ترحل الأعراب عن البلد... الأب، الأم، الولد...

كانوا يعيشون حياة رغد... ثم جاء القدر و العالم ارتعد...

فوالله لو كان الناس سواسية... و الأمة لبيوتها حامية...

لما دخل المحتل... و لأصبح المحتل مختل... و لما قفزنا من فوق التل...

قفزنا انتحارا... و أصبحنا تجارا...

و بعنا الوطن ... و زاد العفن...

و راح الوطن... و حصدنا الأموال... و ركبنا الأفيال...

و قتلنا اليهود... و سرنا في صعود... و صرنا في سعود...

و عدنا للوطن و عشنا في استقلال...

فافاقتني من النوم أمي... قمت و بدأت يومي...

و إذا اليهود على الأبواب.

 

جميع الحقوق محفوظة للصارخ

صفحة البيت              الأعلى

 

قال الصارخ

مقامة عيد الحب

عيد الحب أتى... تعالى بسرعة يا فتى...

و اشتر لحبيبتك وردة... و زوج أحذية أو فردة...

إن كانت حلوة أم قردة... و اجعل الورد احمر... كالدم أو العشب الأخضر...

و انزل بها إلى القاع... كما العرب من قبلك نزلت... و لماذا؟ يا ليتها عرفت...

ألأنها على الغرب انفتحت... فانفتح عليها الأغراب... و أقاموا فيها الإرهاب...

و نجحوا في الإعراب... إعراب باءت جوانبه... و رأينا منه غرائبه...

حسنا... فلنعد إلى الوردة... تبّا...

أفاقتني من النوم أمي... قمت و بدأت يومي...

كالعادة...

اليهود على الأبواب...

جميع الحقوق محفوظة

صفحة البيت              الأعلى

 

 

(يمكنكم الآن زيارة موقع اللغة العربية : www.lrnarabic.8m.com)

 

هذا الموقع برعاية شبكة مواقع gcicy

www.gcic.itgo.com

 

متى يعلنون وفاة العرب??????????...

 

 

 

أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
أحاول رسم بلادٍ
تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...

2

أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
وتبكي مآذنُها في عيوني.
أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

3

أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
فلا يذبحون الأنوثةَ فيها...و لا يقمَعون الجَسَدْ...

4

رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
و لا فائدهْ...
فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
رائحةٌ واحدهْ...
وكل رجالِ القبيلةِ لا يمْضَغون الطعامْ
ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.

صفحة البيت              الأعلى

5

 

أحاول منذ البداياتِ...
أن لا أكونَ شبيها بأي أحدْ...
رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...

6

أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
فبعضُ القصائدِ قبْرٌ ،
وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...

7

أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
ومن لعْنةِ المبتدأ والخبرْ...
وأنفُضَ عني غُباري.
وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
وداعا قريشٌ...
وداعا كليبٌ...
وداعا مُضَرْ...

8

أحاول رسْمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
سريري بها ثابتٌ
ورأسي بها ثابتٌ
لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...

9

أحاول منذ الطفولةِ
فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
ليستقبلَ العاشقينْ...
وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
بين الرجال...وبين النساءْ...
وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
ولكنهم...أغلقوا فندقي...
وقالوا بأن الهوى لا يليقُ بماضي العربْ...
وطُهْرِ العربْ...
وإرثِ العربْ...
فيا لَلعجبْ!!

10

أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ?
أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا,
وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
وبين نُهور اللبنْ...
وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
ولا قهوةٌ في عَدَنْ...

11

أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
وأزرعَ نخلا...
ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
ولكنّ أهلَ المدينةِ يحتقرون الصهيلْ!!

12

أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
خارجَ كلِ الطقوسْ...
وخارج كل النصوصْ...
وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
في أي منفى ذهبت إليه...
لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...

13

أحاول - مذْ كنتُ طفلا ، قراءة أي كتابٍ
تحدّث عن أنبياء العربْ.
وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
وبين الرُطَبْ...
فيا للعَجَبْ!!
ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
فيا للعَجَبْ!!

14

أنا منذ خمسينَ عاما،
أراقبُ حال العربْ.
وهم يرعدونَ ، و لا يمُطرونْ...
وهم يدخلون الحروب ، و لا يخرجونْ...
وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
ولا يهضمونْ...

15

أنا منذ خمسينَ عاما
أحاولُ رسمَ بلادٍ
تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
وحينا رسمت بلون الغضبْ.
وحين انتهى الرسمُ ، ساءلتُ نفسي:
إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
ومَن سوف يبكي عليهم؟
وليس لديهم بناتٌ...
وليس لديهم بَنونْ...
وليس هنالك حُزْنٌ ،
وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!

16

أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
و تابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
فقتلى على شاشة التلفزهْ...     
وجرحى على شاشة التلفزهْ...
ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...

17

أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
نتابع أحداثهُ في المساءْ.
فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟

18

أنا...بعْدَ خمسين عاما
أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...

       صفحة البيت              الأعلى

هذا الموقع برعاية شبكة مواقع gcicy

www.gcic.itgo.com