إنَّ استهلاك صورة المراة واستغلالها اعلاميا او اقحامها في الرسالة الاعلامية عمل غالبا يتصف بالسلبية كونه متابع لتلك المواد التي تتصف بالشجون الجسدي، اذ تبدو المراة وكأنها المسوق الاساسي لجذب المتلقي، فهي في الاعلانات التجارية لاي سلعة على وجه الارض لا بد ان يكون وجهها وتوابعه حاضرا مشرقا مكتحل العيون وابيض البشرة وأشقر الشعر والجسم يكون متناسقا آخذا إلى شكل السمكة المتناسقة المعالم.

وهي في الاغاني الحديثة موجودة لتلعب دور الراقصة للطبال، او الحبيبة المزعومة وهذا فن جديد للاغنية التمثيلية.

وهي في بعض المجلات فتاة الغلاف او اللاغلاف المهم ان تكون حاضرة بكل شيء ما عدا عقلها وروحها.

هذا الاستهلاك لصورة المراة وتهميش عقلها قد يكون مسئولية المراة في الدرجة الأولى لأنها بشر تمتلك العقل ولها خاصية التفكير والتحليل ،فكيف تسمح لنفسها ان تكون سلعة تباع وتشترىوهي تدرك أنها تملك من القوة والذكاء ما لا يدفعها الى عمل شيء لا تريده وان اعلنت غير ذلك.

اقصد في هذا ان الظهور الاعلامي لاي امراة هو جزء من قرارها بان يكون لها مكان على الخارطة تحت الضوء، و اللعبة ليست سهلة لذلك فان مسئوليتها تزايدت في انجرافها وراء ترسيخ المراة الانثى اكثر من أي دور اخر.

فالناظر إلى مجلة معينة يرى أن هناك لقاء مع امرأة وأول ما يتراءى اليه أن ينظر الى صورتها وان لا يهتم باللقاء الذي أجري معها.

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا الاعلان عن ظهور الصورة وليس اللقاء ؟ ولماذا التصور ان لدى القارئ شغف بان يرى تللك الصورة ؟

إن المرأة انسان تحتوي على كل معايير الانسانية ليس ذلك الجسد فحسب بل انها جوهر ومضمون ،وهذا كلام ينطبق على واقع الارتباط او الزواج ،فترى بعض الرجال عندما يريد أن يتقدم لخطبة واحدة يتساءل في البداية عن ملامحها الأساسية ويبتعد ذهنه كل البعد عن جوهرها وما تحويه من فكر وثقافة وآراء شخصية .وبعض النساء كذلك يفعلن مع الرجال المتقدمين لخطبتهن.

من هذا المنطلق ،ومن هذه الاعمال لبعض النساء الطائشات هل يمكن أن نعتبر المرأة أصبحت فيروس يتغلل في أعماق بعض الرجال المغموريين في اللهو والانحطاط، والبعيدين عن تقدير المرأة كانسان كريم له مكانه واصله وفائدته في المجتمع؟،ونوجه الكلام للمرأة نفسها ،هل يهون عليك ان تصبحين اداة ومجرد صورة لكل هؤلاء الذين لا يعنون في المرأة إلا جسدها؟.وما فائدتك في الوسط الاعلامي اذا كانت مكانتك فقط تكمن في جسدك؟.

لنجسد كل ألوان المحبة والأخوة والوحدة . لتسود أجواء الهدوء والسلام , بين المسيحية والإسلام . هذا ما أجمع عليه كل مسلم ومسيحي غيور على دينه ويحترم دين الآخرين . يأتي هذا الشعار بعد المظاهرات التي قام بها المسلمون في جميع الدول العربية والإسلامية والتي امتدت إلى الدول الأوروبية , نتيجة ما نشرته الصحيفة الدنماركية أولاً وباقي الصحف الأوروبية ثانياً من رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (ص).

باتت الدول العربية والإسلامية والأوروبية مسرحاً للمسيرات الرافضة المساس بالنبي محمد (ص). وقد خرج أبناء الديانة المسيحية في بعض تلك المسيرات , مما يدل على أنهم يرفضون أيضا تلك الصور التي تمس كرامة المسلمين ودينهم الحنيف , وأنهم بريئون من الفاعلين.

تلك المسيرات لم تغب عن أرض عربية وإسلامية ألا وهي فلسطين لما لها من خصوصية دينية تتميز بها عن سائر الأقطار العربية والإسلامية . فهي مهد السيد المسيح عيسى عليه السلام , ومسرى النبي الكريم محمد (ص).يخرج المسلم والمسيحي جنبا إلى جنب في مسيرات تميزت بالهدوء عن غيرها من مسيرات الدول المجاورة . وأكد المسيحيون أنهم يرفضون وبكل الأشكال والوسائل المساس بأي ديانة كانت وعلى رأسها الإسلامية .

جامعة بيت لحم , لها وضعها الخاص عن الجامعات الفلسطينية . فهي أولا في المدينة الحاضنة لكنيسة المهد . وثانيا نظرا لطبيعة الطلاب الذين يدرسون فيها , فهي مزيج من الطلبة المسلمين والمسيحيين . فلا بد من المحافظة على روح المحبة والأخوة بين أبناء الديانتين .

وتحت إشراف الكتلة الإسلامية في الجامعة المذكورة نظمت ندوة داخل الحرم الجامعي لتبيان خطورة وحساسية الموقف . وحضر كلاً من" الأب عطا الله حنا" و"مفتي بيت لحم الشيخ عبد المجيد عطا" و"الصحفي ناصر اللحام" .

تميزت هذه الندوة بحضور كبير من الطلبة المسلمين والمسيحيين على حد سواء , وبعض المصورين أخص بالذكر قناة الجزيرة التي كانت تبث مباشر على "الجزيرة مباشر" . إضافة إلى الهدوء الذي غلب على الحضور .

بدأ الحفل بقراءة القرآن . وما أن أطلق عريف الحفل صافرة البداية ليبدأ الشيخ عبد المجيد بالحديث عن أهمية الحفاظ على الوحدة وعدم التفرقة بين الديانتين وألا يلجا أحد إلى أي صورة من صور الاستفزاز . وكان لاحترام الديانات نصيب من حديثه قائلاً:"من يحترم دينه يحترم دين الآخرين . ومن لا يحترم دين الآخرين لا يحترم دينه".

يستلم مكانه الأب عطا الله حنا ليؤكد على ما جاء به الشيخ عبد المجيد من الوحدة . ووصف جميع الصحف التي عمدت إلى نشر تلك الصور وبدون استثناء بالصحف ذات الفكر الصهيوني , وأنها ترمي إلى بث روح التفرقة بين الديانتين . وذكر خلال حديثه أن الديانتين مستهدفتين بأشكال عدة من قبل الاحتلال وهو لا يفرق بين مسيحي ومسلم ودليل ذلك حصار كنيسة المهد وتدنيس المسجد الأقصى من قبل الصهاينة . وأنهى حديثه باستيائه من حرق العلم الدنماركي.

يفسح المجال بعد ذلك إلى الصحفي ناصر اللحام , ليطرب الطلبة بكلماته الحماسية الواقعية المشفوعة بالقصص العربية القديمة. وحث الجميع على أهمية التآخي والمحبة . وأن ذلك الرسام ومالك الصحيفة ورئيس الوزراء الدنماركي وكل من ساهم في نشر تلك الصور التي تخدش كرامة الديانة الإسلامية لا يمثل كل واحد منهم إلا نفسه . وأشاد بموقف المسيحيين الرافضين لهذا العمل . تحدث عن الاعتذار قائلا:"لو اعتذر رئيس الوزراء الدنماركي لما وصلت إليه الأمور على ما هي عليه الآن ". وتخلل حديثه عن حرية التعبير مضيفا:"أن حرية التعبير لا تقاس ولا تختبر عن طريق المساس بكرامة الأديان ". وكان للإعلام ودوره في هذه القضية نصيب من حديث اللحام حيث أفاد :"للأسف الشديد فإن الإعلام العربي والفلسطيني أيضا لم يعط هذه القضية حقها اللازم بالرغم من خطورة وحساسية الموقف ". وأنهى حديثه بتبرير حرق السفارات وحرق العلم الدنماركي بأن الغضب مما حدث هو الذي سيطر عليهم .

يختتم الضيوف الثلاثة حديثهم بعد أن أجمعوا على ضرورة الوحدة والمحبة بين الديانتين . وبعد ذلك تم طرح بعض الأسئلة وتمت الإجابة عنها .

 

أرض ومقدسات دنست وانتهكت حرماتها , مصاحف دنست , أشجار اقتلعت , ولكن إلى متى ؟ إلى متى سيبقى كل مسلم مستهدف ؟ إلى متى ستبقى الديانة الإسلامية مستهدفة ؟ إلى متى ستبقى الحكومات في غفوة من أمرها ؟ إلى متى سنبقى نحارب بعضنا البعض بأشد الوسائل فتكا ...بالإعلام ؟ أهي حرية تعبير أم تعبير للحرية ؟ ولكن تجاوزا عن كل ذلك سيبقى أبناء الديانتين (الإسلامية والمسيحية) يحترم كل منهم دين الآخر . سيضع المسلم والمسيحي يده في يد الآخر للحد من بث روح الفتنة والتفرقة بين الديانتين . إجماع كبير من قبل الديانتين على المحافظة على روح الوحدة . والرفض لأي إساءة كانت لأي دين كان سماوي أو غير سماوي.